Thursday, April 23, 2009

أول النهار .. وآخر الليل ..!

أمقت اغلب الفصول ...

لا احس الربيع .. لانه لا يوجد ربيع .. بل هناك جو ملوث بالتراب والغبار .. و شمس حارقة .. و يوم ممل .. يسير كالسلحفاة ..


و ورود .. لا أراها ولا اجد احدا يعتني بها ..

امقت الصيف .. ولا اجد وصفا يضاهي مقتي له ..

فإنه فصل الشمس الحارقة الملتهبة والابدان المتعرقة الملتصقة .. و الاسفلت الذائب من قوة الحرارة ..


وعلي النقيض

فإن اجمل ايام العام بالنسبة لي .. ايام الخريف والشتاء ..

المطر ..

برودة الشتاء ..

اوراق الشجر المتساقطة ..

البحر الهائج بأمواجه العالية ..

الغيوم ..

البخار الذي يخرج من الفم عندما تتحدث .. او تلهث ..

كل هذا .. يختصر معني السعادة كله ..

واذا اضفنا لهذا .. صوت ماجدة الرومي .. بكل سحره وبريقه .. وكلمات نزار ..


تكون قد اكتملت اللوحة الرائعة ..


بالفعل هي اجمل ايام اعيشها واشعر فيها بالسعادة البالغة ...

وتزداد اللوحة روعة .. اذا امتلكت في يدي .. كتابا جديدا .. او قديما .. لايهم

المهم مايحويه ..

فهو افضل واقرب صديق ..

عندما تضيق الدنيا .. او تمر لحظة يأس او ضعف ..

امتد بيدي .. الي رف كتب .. او الي صندوق قديم به روايات مصرية للجيب .. اخفيتها بعيدا عن ايادي الاطفال ..

وايادي الكبار ..

التقط كتابا .. او رواية ..

قد أميل الي الرواية اكثر .. واحب ان تكون لعلاء الاسواني .. او نجيب محفوظ .. او يوسف السباعي ..

وبعد ان انتهي من رابع صفحة في الرواية .. اكون قد انفصلت بكل جوارحي عن كل مايحيط بي ..

وانسي كل مايشغلني ..

واعيش الرواية .. وتتجسد امامي كشريط سينمائي .. تتبدي فيه الشخوص والاحداث .. بكل تفاصيلها ..

والحقيقة .. ان حالة العشق هذه للكتب والروايات .. مستمرة طوال العام ..

لكن مذاق الشتاء مختلف ..

احاول ان اعتاد جو الصيفية .. وان اتحمل شدة الحر ..

لكني اهرب من الشمس .. حتي تغرب ويأتي الليل ..


عندئذ .. قد استطيع الخروج ..


هذا التصرف .. قد وهبني لقبا من الاصدقاء والاهل .. لقب الخفاش ..

الذي يحب الليل ويكره الضوء الحارق .. اخشي ان يتطور اللقب الي دراكولا !!


افضل وقت للاستمتاع بضوء الشمس .. يكون عند الشروق ..

وافضل وقت للاستمتاع بالليل وسكونه .. بعد منتصفه

سمعت ان انيس منصور .. يكتب مقاله اليومي في الرابعة صباحا ..حتي الشروق

بعد ان يستيقظ .. فإنه ينكب علي مكتبه .. وينخرط في مقال جديد ..

أعتقد ان شخص بتلك التركيبة الفلسفية فعلا .. يدرك اهمية السكون ..

وقوة السكون والشروق .. التي تمنحه الالهام اللازم ..ليكتب مايريد


لعلي مثله .. احب ان استمتع بالنهار من أوله .. واستمتع بالليل من آخره ..!