Tuesday, February 10, 2009

ســاعــات الإنتــظار





تكاثرت السحب .. وتلبدت السماء بالغيوم .. واختبأ القمر خلفها .. وتاهت النجوم بين ارجائها ..

بينما هو كان واقفا .. امام احدي دور العرض السينمائي ..

بدا علي وجهه القلق .. وهو يمسك تذكرتين بايديه .. ينظر اليهما ..

ثم راح وجاء امام دار العرض .. مرات عديدة ..

لقد مضي علي وقوفه .. اكثر من ساعتين ..

حتي هطل المطر ...





وبدا علي وجهه الضيق اكثر .. وارتسم علي ملامحه اليأس .. و الوجوم ..

ثم جلس علي رصيف الشارع .. ونظر مليا للتذكرتين .. اللتان ابتلتا .. بفعل المطر ..

لقد فعل ما بوسعه ..

وقع في حب زميلته في العمل .. وحاول ان يتقرب إليها ..

شجعه زملاؤه .. و حتموا عليه ان يكون جريئا ..

ولما ذهب .. وقف.. تلعثم .. تخبط .. ثم طلب منها منديلا ورقيا ..


لكــن بعد عدة أيام .. استدعي العمل وجودهما وسط فريق لاداء مهمة ما ..

وتقرب اليها .. بالفعل .. واصبحا شبه اصدقاء ..

ربما لاتزال بينهما حدود الغرباء .. ربما لم يفقدا التحفظ والزمالة .. ولم يتخلا عن الروتين ..

لكنه .. شعر بالارتياح .. لانه قد اصبح بجوار من يحب .. حتي وان لم يشعر به

فإن يوما ما .. سيدرك ذلك ..


إنتهز احدي الفرص .. ودعاها لمشاهدة احد الافلام الجيدة الجديدة .. وكم كان مرتبكا .. محمر الوجه ..

لا يعرف من اين يبدأ .. واين ينتهي ..


وقد لاحظ انها لم تندهش .. بل ابتسمت في رفق .. واجابته موافقة ..


"سأكون معك الليلة "


اتفقا علي حضور عرض الثامنة مساء ..

قد اشتري ملابس جديدة وانيقة لتلك المناسبة .. وهو يبحث في عقله

عن الالوان المناسبة .. والتي تحبها هي ..

لن يتأخر اليوم عنها .. سينتظرها من السادسة

سيصارحها بحبه ..

سيخبرها بما في صدره ..

لن يمنعه احد ..



- - - -

رغم انه لم يفقد حماسه وصبره.. ولم يفقد أمله ان تأتي ..


كــان يبحث في قرارة نفسه .. عما يبعث فيها الامل .. حتي ولو بالوهم ..


ربما عطلها المطر عن الحضور .. ربما مرضت .. حصل لها مكروه


لكن لايمكن ان تخلف وعدها له ..

"سأكون معك الليلة "


"سأكون معك الليلة "


"سأكون معك الليلة "


لا يزال يتردد صدي تلك العبارة في رأسه ..

- - -


إشتد المطر .. وهطل بغزارة ..


وخرج المشاهدون من صالة العرض السينمائي ..

وهو جالس علي رصيف الشارع ..

ينظر بأسي الي الارض .. بينما اغرقت الامطار ثيابه ..


ثم وقف علي قدميه .. ورمي تذكرتين العرض السينمائي .. وغادر

عائدا الي بيته ..

سوف ينساها .. فإنها لم تحترم موعده ..

لانها لم تعبأ بقلبه ..

كان في إمكانها ان تحضر ميعادها .. وترفضه في هدوء

علي الاقل .. لن يشعر بمثل هذه الاهانة كما يشعر الان

الان .. اصبحت ساعات الانتظار .. حاسمة بالنسبة اليه ..


فقد دقت ساعات الانتظار .. لتعلن نهاية حب قبل ان يولد

....












1 comment:

Esraa Gadelkareem said...

Gamila ya Midoo bas zay ma 2oltelak... :)