Tuesday, June 16, 2009

أوبــاما المصري ...!!






كنت واحدا من الملايين في العالم .. من الذين تابعوا خطاب الرئيس اوباما .. والذي القاه من جامعة القاهرة ..


الحقيقة ان الخطاب كان درسا بليغا في اسلوب الالقاء .. واثارة الحماس .. وكيفية الاستحواذ علي الاعجاب ..


الخطاب بشكل أو آخر .. لا يشكّل تغييرا في السياسات الامريكية .. قد نعتبره مجرد ابداء لحسن النية .. من جانب الولايات المتحدة

وقد يكون مجرد عملية تغطية و ايهام بالتغيير للعالم العربي والاسلامي ..

هناك عدة وجهات نظر .. تفنّد الخطاب .. اشار اليها الكاتب الكبير حسنين هيكل .. لما قال ان تغيير السياسات .. مكانه الكونجرس

وليس جامعة القاهرة .. ايضا الخطاب شارك في اعداده من 38 شخص الي 42 شخص .. وهذا لا يوحي ابدا بأنه خطاب قرارات او تغيير

في السياسات .. وانما هو خطاب حماسي .. او خطاب موجّه بهدف اشعال المشاعر وإثارة الوجدان ..

اذا كان خطابا موجها به قرارات او تغيير سياسات.. كان قد اكتفي اوباما بتحديد الخطوط العريضة .. وترك الخطاب لمعده الشاب ..

الذي لايتجاوز عمره الرابعة والعشرين والذي تولي مهمة اعداد كل خطابات اوباما اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية .. وخطاب التنصيب ..

لكن اوباما .. طلب النُصح والعون والاراء من العديد من المستشرقين .. والملمّين بالفكر الاسلامي ..

وزج بالخطاب اساليب وادوات .. تثير المسلمين ..

مثل اضافة ايات قرآنية .. او نطق لفظ الجلالة " الله " باللغة العربية .. او حتي الاشارة الي بعض القصص والرموز في الدين الاسلامي

كقصة الاسراء ..

مثلما نطق وقال ان القدس ليست عاصمة اسرائيل وانما ارض السلام .. توحد الاديان .. وقف الانبياء الثلاث يصلون جنبا بجنب كما جاء في

قصة الاسراء .. وهو مايخالف ماقاله امام اعضاء منظمة الايباك اليهودية .. في حملته الانتخابية .. والتي قال ان القدس عاصمة ابدية

لاسرائيل .. لا يجوز التخلي عنها ..!!

ايضا .. اوباما قرأ من شاشة كريستالية .. تنساب عليها الحروف .. بحيث يراها هو .. ولا يشعر احد من المدعوين او الحاضرين

بإنه يقرأ من خطاب امامه ..


كما ابتدأ حديثه بقول " السلام عليكم " باللغة العربية .. وهو ماأثار عاصفة من التصفيق الحار ..

كل هذه الشواهد تؤكد انه بالفعل خطاب حماسي .. موجه لاشعال قلوب المسلمين ودغدغة مشاعرهم كما يقول البعض ..


الرئيس الاميركي .. في خطابه اكّد علي العلاقة المتينة مع اسرائيل .. و أكد علي الحقيقة التاريخية عن المحرقة اليهودية

وضحاياها الستة ملايين .. لكنه لم يتطرق الي المذابح الي تعرض ومازال يتعرض لها الفلسطينيون .. !!

وهو مايطرح تساؤلا غريبا عن سياسة اوباما في التعامل مع قضية القدس ..

لكن .. لن اتنبأ بشيء الان .. فأنا لست عرافا .. ولا نوسترأداموس 2009 !!

وأقف منتظرا ومشاهدا لما سيجري الايام المقبلة .. لا احد يعلم ماذا في جعبة أوباما ناحية الاسلام والعرب ..

وان كان البعض لا يشكك في نيته .. وانما يشكك في قدراته .. فالحقيقة ان نظام الحكم في امريكا مختلف عن اي نظام ..

فهو ليس نظام الرجل الواحد كما يحدث في بلادنا .. وانما يقتسم الكونجرس نصيبا كبيرا مؤثرا في سياسات الادارة الامريكية ..

ولا يملك الرئيس الاميركي الوقوف في وجه الكونجرس .. اللهم ليس الا في تغيير بعض السياسات الداخلية ..

في النهاية .. اجتمعنا علي تفوق اوباما في اثارة الحماس .. و اشعال القلوب ..

وسواء اتفقنا علي كونه تغييرا في السياسة الامريكية او لم نتفق ..

فهو يمثل حالة فريدة من نوعها لم تتكرر من قبل .. رئيس اسود في البيت الابيض .. رجل يتمتع بكاريزما و قبول غير عاديين ..

يشعل حماس الملاييين بخطاب واحد .. و يبدو عليه متمسكا بالقيم والاخلاق الحميدة .. قبل كل ذلك

اجتمع الشعب الاميركي عليه .. واتفقوا علي ترشيحه لهذا المنصب المهم ..


الشعب الاميركي الذي مارس ابشع انواع العنصرية والعنف تجاه السود .. يختار شخصا منهم .. ليتولي شئونه ..

!!!


لما لا يكون عندنا أوباما مصري ؟!



الشعب المصري في السنوات الثلاثين الاخيرة .. مرت عليه كل العبر .. وفقد هويته ..

ضاعت هويته ما بين فلوس الخليج .. و التطرف .. والعودة للسلف .. و ما بين التحرر و التقليد للغرب .. و ايضا الأزمات الاقتصادية ..


والتي ضاعفت في فقد الهوية .. واصابته بحالة من ازدواج الشخصية ..


من السهل ان تري الان .. شخصا ذو لحية .. وعلامة علي الجبهة توحي بالالتزام الشديد باداء الصلاة .. والورع والايمان ..

في الوقت ذاته .. قد تكتشف انه مختلسا .. او سارقا .. او غشاشا .. او مختلس النظر لصدور النساء .. ويتحرش بهن ..

لفظيا و فعليا ..


من السهل ان تقرأ في صفحات الحوادث عن اب قتل ابنه .. او ابن قتل امه .. او اسرة كاملة شاركت في قتل الاب ..


من السهل ان تري اللص علي شاشات التلفاز .. وهو يناور ويحاور ويدفع عن نفسه اي تهمة .. متسلحا بزواج السلطة والثروة

ويخرج منتصرا ..


من السهل ان تتحدث في السياسة في عربة المترو مع احد الاصدقاء .. لكنك ستجد باقي الركاب ابتعدوا عنك ..

من السهل ان تدخل في نقاش مع احد المعارف حول أزمة سياسية داخلية.. و تجده يمط وجهه ويمتعض ..

ويشيح بوجهه .. ويقولك .. انتا هتتكلم ف السياسة .. سبني ف حالي .. متضايق .. الاهلي هيخرج م الدوري !!


هذا الرجل امتنع عن مجرد الكلام في السياسة .. واهتم بشأن رياضي .. اعتقد انه لا يغير في حياته مثلما تغير السياسة ..


نحن في حاجة الي واحد زي اوباما .. متحدث بارع .. متقن لاساليب الخطابه .. وقبل ذلك .. مؤمن بفكرة الديمقراطية ..

ويعمل علي تحقيقها ..


شخص يعيد الحماسة الي المواطن .. ويتحدث اليه .. بشكل .. يجعل المواطن ينفض السلبية عن جسده ..


ويتقدم الصفوف .. ليشارك في نهضه بلاده ..




المصري .. يحتاج الي من يغيره .. ولن يتغير الا اذا اراد هو ان يتغير ..


وعندما يبحث عن التغيير .. ويعمل عليه .. عندئذ .. سينبثق من مجتمعنا .. اوباما مصري حقيقي ..!!








1 comment:

Hiyam said...

اوباما خدر الناس بالخطاب ده لدرجة ان شفت ناس هنا في الكويت حاطين على سيارتهم من ورا كلمة اوباما .. معرفش دول عرب ولا اجانب !!! بس مش لدرجادي يعني
والي شاف خطابه لاسرائيل وخطابه للمسلمين هيعرف

انا مستغربه منه بصراحة ..!!

بس ربنا يستر

----

المصري .. يحتاج الي من يغيره .. ولن يتغير الا اذا اراد هو ان يتغير

--------

والله مش بس المصري .. الكــل كل العـــرب ..

مش هنتغير إلا لو اردنا احنا الي نتغير ..