Thursday, June 18, 2009

الإنتخابات الايرانية ..الجزء الاول









ليس من عاداتي كتابة المواقف والموضوعات السياسية ..


لكن حاليا .. يتصادف وقوع العديد من الاحداث العالمية .. في وقت واحد .. ومع متابعتي الشديدة لنشرات الاخبار ..

جعلتني اتفاعل معها .. وابحث عن متنفس لتلك الاراء الي تموج بخاطري .. وسأكتبها علي جزئين متتاليين ..


في الوقت الحالي ..

تمر إيران حاليا بفترة عصيبة .. فترة من التقلبات السياسية الساخنة ..والتي قد تعطل بعض مفاوضات الدول الكبري معها ..

فقد خسر المرشح القوي حسين موسوي .. انتخابات الرئاسة امام المرشح والرئيس القديم احمدي نجاد ..

وفاز نجاد باغلبية 66 % من اصوات الايرانيين .. بينما حصل موسوي علي 33 %

الطريف .. ان نجاد و موسوي قبل إعلان النتائج.. ظهرا في مؤتمرين صحفيين متباعدين .. واعلن كلا منهما فوزه بالانتخابات !

وصرخ موسوي :- " انا الرئيس ..!! "

ولكن بعد ظهور المؤشرات الاولية عن النتائج .. بدأ موسوي وانصاره .. الحديث عن تلاعبات و انتهاكات .. حدثت اثناء عملية التصويت ..

والتي وقعت يوم الجمعة .. الثاني عشر من يونيو ...

ورفع انصار موسوي .. شعار .. اين صوتي ؟

Where is my Vote ?

وكانت لهم مبرراتهم ..

وهي سرعة اعلان النتائج .. بالرغم من المشاركة الضخمة للشعب الايراني .. وكذلك اعلان المرشد العام تأييده وتهنئته للرئيس الجديد

في اليوم الاول بعد اعلان النتائج .. وهو أمر غير متعارف عليه .. حيث يعلن المرشد العام للثورة الايراني .. تهنئته بعد انقضاء ثلاث ايام ..

شفافية وحيادا ..

وكان احد تلك المبررات .. والتي فعلا تطرح تساؤلات عديدة .. هو انتقال عدد من اصوات الاصلاحيين الذي يتزعمهم موسوي ..

الي صف نجاد .. والتصويت له ..

ووقعت مظاهرات واحتجاجات عديدة .. و احداث مؤسفة نتج عنها اصابة وقتل بعض المتظاهرين ..


والحقيقة ان المشاهدات والتوقعات .. قبل انعقاد الانتخابات .. من الكتاب والصحفيين .. توقعت بالفعل جولة اعادة للانتخابات الايرانية ..

وهذا صحيح .. فتلك الانتخابات ليست سهلة ..


فهذا رئيس يبحث عن مدة ثانية واخيرة .. يدافع بها عن حلمه ومنصبه .. وهذا مرشح يبحث عن الرئاسة ..

واذا تحدثنا عن المرشحين الابرز في تلك الانتخابات ..( للعلم .. هناك مرشحين اخرين في تلك الانتخابات ..

احدهم حصل علي 1 % من الاصوات ) ..






احمدي نجاد .. وهو ابن الحداد .. الذي تربي في اسرة فقيرة للغاية .. والذير وصل الي السلطة ..

بمفارقة ..


حيث دخل محمد هاشمي الرئيس السابق .. في الانتخابات السابقة معه .. ولكي يهرب الايرانيين من نار هاشمي .. واستبداده ..


اعطوا كل اصواتهم لأحمدي نجاد .. والذي يوحي مظهره .. بدلته العادية .. وجسده النحيل .. و ذقنه الطويلة ..


بأنه كأحد المواطنين العاديين .. ان رأيته في الشارع .. لن تظن ابدا انه رئيس او شخص في منصب ما اصلا ..


تميز حكم احمدي نجاد .. بعدة اشياء ..

اولها انه انحاز للطبقة الفقيرة اكثر من اي رئيس سبقه .. فهو منهم .. ويحس بآلامهم ..

ويقال انه كان في كل اسبوع .. يقضي وقته بين المواطنين الفقراء .. في القري البعيدة .. يستمع لهمومهم ومشاكلهم ..

مما ساعده علي حلها .. وهذا يفسر حصول نجاد علي اغلبية الاصوات في القري والمدن الفقيرة ..

وثانيها.. ان الرئيس الايراني .. يملك خطابا شديد اللهجة .. تجاه امريكا وإيران .. متمسكا بمبادئ ايه الله الخوميني ..

منشيئ الثورة الاسلامية في ايران عام 1980 .. وهي الوقوف امام اي مخطط اسرائيلي .. ومساعدة حركات المقاومة علي التحرر

من الاحتلال الاسرائيلي واعتبار امريكا هي الشيطان الاكبر في العالم ..

وتميز خطاب نجاد .. بالالفاظ والكلمات النارية ..التي تنكر محرقة الهولوكوست .. وتعتبر امريكا عدوا لايران ..

وهذا جعل امريكا تعزف عن حضور مؤتمر دوربان لمناهضة العنصرية بجنيف .. وكذلك بعض الدول الاوربية .. وحضر رغم ذلك نجاد ..


وألقي خطبة نارية .. ضد امريكا واسرائيل .. ومرة اخري ينكر فيها الهولوكوست .. و يصف اليهود بأنهم سبب شقاء العالم ..


ثالثا :- نجاد .. يطمح في جعل ايران دولة عظمي .. في الشرق الاوسط .. وهذا يفسر العديد من تصرفاته ..

من انشاء لبرنامج نووي والبدْ في تخصيب اليورانيوم .. الي تمويل حركة حماس في فلسطين .. و حزب الله في لبنان ..

و توثيق علاقاتها بسوريا .. أيضا .. وخطاباته النارية التي جعلت ايران شوكة في حلق امريكا .. تهدد وجهها وهيبتها أمام العالم ..


ونجح في جعل ايران دولة تخشاها الدول العظمي .. ويُحسب لنجاد ان دولة بحجم روسيا تدعمه وتدافع عنه وتموله بالاسلحة ..




بينما حسين موسوي ..

آخر رئيس وزراء ايراني اثناء الحرب العراقية الايرانية 1989 .. والذي أُلغي المنصب بعد ذلك ..


وهو ابن تاجر الشاي الغني .. والذي عاش مرفها طوال حياته ..

فهو مهندس معماري .. ورسام بارز اقام عدة معارض للرسم والفوتوغرافيا ..


وهو يبحث عن العلاقة مع الغرب وامريكا .. ويعارض بشده العزلة التي وقعت بها إيران .. ويبحث عن نقطة تجمع الغرب بإيران

تفتح المفاوضات مرة اخري وتعيد العلاقات لسابق عهدها ..

ويحظي بدعم الرئيسين السابقين لايران .. محمد خاتمي.. ورفسنجاني .. واللذين تمتعا بكل غضب وسخط الشعب الايراني عليهما ..

ورفض الشعب انتخابهم مرة اخري .. واتجه لنجاد ..

يُذكر ان موسوي لا يجيد القاء الخطب .. ولذلك ناب عنه في القاء الخطب محمد خاتمي..


ايران بين شقين ..


شق من الفقراء وهم غالبية الشعب ..يدعمون احمدي نجاد ..

وشق آخرمن النخبة والمثقفين ورجال الاعمال .. يدعمون موسوي والذين لم يعجبهم انصراف نجاد عنهم..

واتجاهه للفقراء ..





No comments: